السموم الفطرية و التسمم الفطري
Mycotoxins and Mycotoxicosis
الموسم العلمى 2011-2012
اللقاء العلمى الثانى
د. عماد الدين يوسف محمود
استاذ مساعد
قسم أمراض البصل والثوم والمحاصيل الزيتية
السموم الفطرية و التسمم الفطري
Mycotoxins and Mycotoxicosis
التوكسيناتToxins هي مواد سامة تفرز بواسطة كائن حي و تؤثر على كائن أو كائنات أخرى, منها مواد تنتج بواسطة الفطريات الممرضة للنبات في عديد من الأغذية كالحبوب وفول الصويا والفول السودانى والذرة والقمح وغيرها وهى شديدة الضرر على صحة الإنسان والحيوان وتسمي Mycotoxins نسبة للفطريات وهي تعد من أهم المشاكل التي تواجه العالم الآن مما دعي منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية للتحذير منها إذ أن السموم الفطرية تلوث 25% من إجمالي محاصيل العالم وتكلف المنتجين 100 مليون دولار سنوياً ونصيب الفول السوداني فقط وهو أجد المحاصيل الزيتية في هذه التكلفة 26% (منظمة الأغذية والزراعة FAO ).
ويمكن تعريف السموم الفطرية بأنها نواتج تمثيل ثانوية ناتجة عن نشاط الفطر في الوسط الغذائي النامي علبه وهي بالتالي ليست هامة لنمو الفطر أو لإكمال دورة حياته إلا إنها تعطيه ميزة تنافسية في الوسط الذي يعيش فيه كما أن بعضها له دور في تقدم الإصابة و ظهور الأعــــراض Pathotoxin و للعائل دور في تكوين بعض هذه السموم مع الفطر Vivotoxin و تتوقف عملية تكون السموم وإفرازها علي نوع الفطر وطبيعة المادة الغذائية ومدي توفر الظروف البيئية الملائمة لها ولقد عرفت السموم الفطرية من قديم الأزل حيث أن عمرها من عمر الفطريات علي الأرض ولكن بداية ظهور تقارير فعلية عنها جاءت في القرن السابع عشر بعد ظهور حالات الارجوت Ergots والتي نشأت من وجود الأجسام الحجرية لفطر Claviceps purpurea في حبوب الشعير ثم تلاها تقرير Cokhel سنة 1910 ويعتبر من أول التقرير التي نوهت عن مشكلة الأفلاتوكسين إلي أن بدأ العالم يهتم بهذه المشكلة ويعكف علي دراستها عام 1960 بعد حادثة نفوق أكثر من 100 ألف فرخ من فراخ الرومي في إنجلترا بعد تغذيتها علي علائق من الفول السوداني الملوثة بالأفلاتوكسين نتيجة لوجود فطر Aspergillus flavus ومن وقتها وإلي الآن تم تعريف أكثر من 400 سم من السموم الفطرية إلا أن أغلب الأبحاث ركزت علي دراسة الأفلاتوكسينات لما لها من سمية عالية ودور هام في الإضرار بصحة الإنسان والحيوان حتى أن التشريعات المختصة بصحة الإنسان والحيوان في كثير من الدول المتقدمة أو النامية لا تتحدث إلا عن الأفلاتوكسين وتتجاهل باقي السموم الفطرية الأخرى وتؤكد التقارير العلمية أن أهم الأجناس الفطرية المسئولة عن إفراز أكثر ثلثي عدد السموم القطرية هي Aspergillus, Fusarium, Penicillum هذا إلي جانب العديد من أجناس الفطريات الأخري مثلAlternaria, Helminthosporium, Trichoderma .
بعض هذه السموم يبدأ تكونها في الحبوب أو البذور في الحقل قبيل نضج المحصول و حصاده و البعض الآخر يتكون أثناء النقل أو التخزين و ذلك عندما تكون الظروف ملائمة لنمو الفطر المنتج للسم. و التسمم الفطري Mycotoxicosis هى الأمراض التى يتعرض لها الإنسان أو الحيوان عند تناول مادة تحتوى على السموم الفطرية بتركيز مؤثر.على مدى قرون عديدة كانت سموم الفطريات تحدث تأثيرها دون أن يدرى بها أحد، ولقد أودت بحياة عشرات الآلاف من البشر ونفوق عشرات الآلاف من الماشية والطيور حتى اكتشفت طبيعة تكوينها وتأثيراتها
المحاصيل الزيتية والسموم الفطرية
تعتبر المحاصيل الزيتية من أهم المحاصيل إصابة بالسموم الفطرية ربما يرجع ذلك لارتباطها بالأفلاتوكسين الذي يعد من أهم السموم الفطرية خطورةً وانتشاراً علي مستوي العالم كما تعد من أكثر السموم الفطرية دراسةً و إلي جانب الأفلاتوكسين هناك بعض السموم الفطرية الخاصة بفطريات Penicillium و Fusarium والتي تصيب بعض المحاصيل الزيتية خاصةً في المخزن. وإلي جانب أثر هذه السموم علي الصحة العامة فهي لها تأثيرات ضارة بالمحصول إذ إنها تخفض من نسبة إنبات البذور وما يتبع ذلك من تأثيرات علي اقتصاديات الإنتاج, كما تلعب بعض هذه السموم الفطرية دوراُ هاماً في ظهور الأعراض علي النبات و تقدم الإصابة فنجد مثلاً السموم الفطرية لفطر Helminthosporium و Fusarium تلعب دوراً كبيراً في ظهور أعراض الذبول حيث تحمل مع التيار المائي إلي أعلى وتؤثر علي الخلايا البرانشيمية المحيطة بالخشب وخلايا الأوراق مؤدية إلي خفض في بناء الكلوروفيل وخلل في عمليات نفاذية الأغشية وقدرة الخلية علي الحفاظ علي محتواها المائي مما يؤدي إلي الذبول كما أن أغلب الميكوتكسينات له فعل تثبيطي للجهاز الإنزيمي للنبات مما يؤثر علي العمليات الحيوية للنبات.
أما بالنسبة للأفلاتوكسين فإن البذرة الملوثة عند إنباتها ينتقل من السويقة الجنينية إلي أعلي مع العصارة ويؤدي إلي تثبيط تكون الكلوروفيل وتظهر أعراض التبرقش والاصفرار علي البادرات كما إنه لفعله التثبيطي للإنزيمات فإن النباتات تكون متقزمة و كذلك له تأثير علي نفاذيـــــة الأغشية ويطلق علي هذا المرض أسم Aflarot نسبة إلي الأفلاتوكسين.
السموم الفطرية والصحة العامة
يمكن تقسيم السموم الفطرية من حيث تأثيرها علي صحة الإنسان والحيوان إلي خمسة مجا ميع رئيسية:
<!--مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز البولي وخاصةً الكلى وأهمها الأوكراتوكسين.
<!--مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز الهضمي ويكون أغلب تأثيرها علي الكبد وهي تضم نسبة كبيرة من السموم الفطرية وأهمها مجموعة الأفلاتوكسين.
<!--مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز التناسلي ولها تأثير أستروجيني ومنها الزيرالينون.
<!-- مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز الدوري والأوعية الدموية مثل الأرجوت والستروفردين.
<!--مجموعة السموم التي تتعامل مع الأغشية الطلائية و الغدد اللمفوية مثل الترايكوسيثين.
<!--مجموعة السموم التي تتعامل مع الجهاز العصبي ومنها الفيومونيسينات (مرض الترنح الأعمى) و روكفورتين سى.
السموم الفطرية وتنظيم تداول المنتجات الزراعية
لخطورة الميكوتوكسين اهتمت دول العالم ممثلة في التكتلات و المنظمات الدولية كالإتحاد الأوربي ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) بوضع اللوائح والقوانين التي تنظم عملية تداول المنتجات الزراعية والمواد الغذائية لتؤمن المنتج السليم والآمن صحياً لمواطنيها حيث أن هناك ما يربو علي مائة دولة في العالم من سنة 1963 قامت بتنظيم آلية دخول المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية إلي أسواقها بحيث تكون آمنة صحياً من أي تلوث بالسموم الفطرية وخاصةً بالأفلاتوكسين وتوجد خمسة عشر دولة فى افريقيا هي التي تسن قوانين تنظم دخول المحاصيل الزراعية ومنتجاتها الغذائية حتى تضمن أن تكون آمنة من الأفلاتوكسين من بينها مصر وتمثل جملة السكان التي تستفيد من هذه القوانين في أفريقيا بالنسبة للعالم فقط 8.2%.
مواجهة المشكلة
ولمواجهة هذه المشكلة الخطيرة لابد من إتباع العديد من الخطوات تتلخص في:
<!--إجراءات تــتــم قــبــل الحــصــاد.
<!--إجراءات تــتــم بعد الحــصــاد.
<!--إجراءات تــتــم أثناء التخزين والشحن والتداول.
عمليات نزع السمية Detoxification
ساحة النقاش